"أوراق ينتهي مفعولها"
يشرح الصحافي قاسم قصير في حديث لـ"النهار" أنَّ "نشأة هذه الأسماء ترتبط بثلاثة عوامل:
- العامل الأول، البعد الفكري التنظيمي: هؤلاء الأشخاص نتاج بيئة فكرية لم تنشأ من فراغ أو عدم بل تتشكل في لحظة معينة ضمن إطار تنظيمي وتعمل بشكل سري.
- العامل الثاني، الظروف السياسية والأمنية: تُعطي الظروف لهذه الشخصيات دوراً ما. وضع سياسي متأزم أو نقلة أمنية معينة تساهم في امتلاك هؤلاء إمكانات وقدرات تنظيمية وأسلحة لخدمة مشروع معين.
- العامل الثالث، خارجي: تطورات خارجية تعطيهم دوراً، مثل الوضع في سوريا، العراق، أو التطورات في المنطقة تضاف إليها إمكانات مادية. فالصراع السياسي في البلد أو أي تطور خارجي يحثهم على التحرك ليمتلكوا حجماً وقوة". ويضيف: "في لحظة ما تتغير الظروف إما بسبب أخطاء يرتكبونها عبر القيام بعمل إجرامي أو أمني معين، فلا يعود الظرف السياسي لمصلحتهم مثل قصة شادي المولوي الذي أُخرج من السجن في ظرف سياسي لم يستفد منه، فهجم على الجيش اللبناني ليفقد بعدها الغطاء المُعطى له. أو كالأسير، الذي سطع اسمه جراء صراع "المستقبل – حزب الله" والحرب السورية ليخوض اشتباكاً مع الجيش فقد بعده الغطاء".
وفق قصير "هذه الظواهر مرصودة من الأجهزة الأمنية المحلية، معظمها أوراق تُستخدم في لحظة معينة وعندما ينتهي مفعولها يتم التصرف فيها".
"الأخطر منهم من يُحرِّكهم"
بدوره، يلفت الدكتور في علم النفس الاجتماعي نزار أبو جودة في حديث لـ"النهار" إلى أنَّ "هذه الشخصيات دمى، ونتاج لعبة سياسية لها بُعد مخابراتي، سياسي، مادي، سلطوي، ديني، وذات أبعاد محلية وإقليمية. في مكانٍ ما نشعر أنهم مزحة أو وَهم، وفي الوقت نفسه يشكلون خطراً على البلد كله لأن خطابهم يولِّد فتنة. توقيت ظهورهم سياسي- إعلامي مرتبط بأجندة (agenda setting) يسلط الضوء عليهم ليصبحوا أسماء تهدد الشرق الأوسط أو العالم. البعض منهم يبرزون ضمن هدف مادي يُزيَّن ببُعد إيدولوجي لإعطاء تبرير واعٍ أو غير واعٍ لوجودهم. هؤلاء حتماً كأفراد لا يملكون تخطيطاً عسكرياً وليسوا بأبطال خارقين، بل يتشكلون من مبالغة إعلامية وشعبية. الأخطر منهم هو من يُحرِّكهم، وهنا الإجابة مُبهمة. في الخلاصة، هذه الشخصيات توجد ضمن لعبة سياسية كبرى، تُحرق أحياناً، وفي أوقات أخرى يتم التبادل بها، أو تبقى جانباً ليتم اللعب فيها مرة ثانية واستغلالها سياسياً".
نهر البارد، طرابلس، عبرا، عرسال، عين الحلوة... لكل مرحلة رجالاتها وشخصياتها، حقيقية كانت أم وهمية، يبقى صداها مُرعباً.